كلام مهم حول قصيدة: أبكي هلي للشاعرة نورة آل رشيد

قصيدة : أبكي هلي للشاعرة نورة آل رشيد

من خلاصة القول المسنود للهمزاني:
بعد سقوط إمارة آل رشيد في حائل ، تم نقل جميع أسرتهم الكريمة (آل عبد الله وآل عبيد وآل جبر ) وذلك للإقامة الجبرية في الرياض ، وبعضهم فر للخارج ، منهم من عاد لاحقا ومنهم من حيث لا نعلم ، والمهم يبقى دائما ذكرهم العطر ، كما هو الحال في ذكر من سبقوهم من شيوخ وحكام جبال شمر ، من أمثال آل بقار (خيالة الشعبتين) وآل جربا (مغذية اليتمان) وغيرهم . وبالمناسبة : نجد هنا إحدى بناتهم ، وهي الشاعرة نورة العبد العزيز آل رشيد (الجنازة) وبعدما جلوا عن حائل ، وحيث قد طاولها السهر والبكاء ، ذات ليلة ، وكان عبدها إلى جوارها ، ولكنها ولهلاك عزوتها وتشريدهم ، فقد صارت تناديه (عمي) وكان يحاول الترويح عنها ، ويطلب منها الركون للمنام ، فجاء ردها عليه شعرا ، في قصيدة بكائية رائعة ، أملاها الشاعر الشهيد طلال العبد العزيز ال رشيد ، رحم الله أمواتنا وأمواتهم وأبقى على العز الأحياء منهم ، إذ تقول :

أبكـي هلـي أهـل القـصـور الفسيحـه
ولا ألـوم عينـي لـو جرى دمعهـا دم
وأبكي فراق أهل العلـوم المليحـه      
إخـوانـي الـلــي لا بـغــوا لازمٍ تـــم
يا ما انتخوا بإسمـي ليـا حـل صيحـة
إلى انتخـوا بـي كافـر الجـن يسـلـم
واسمي كمـا نجـمٍ ضـرب قـاع بيحـه      
أو الصـواقـع يــوم للـضـلـع تـرجــم
(نورة) أنــا بـنـت الشـيـوخ الفليـحه      
أبـوي حاكـم وإخوتـي صفـوة الجـم
على فراق الـعـز كـبـدي جريـحـة
وحـب الوطـن يا العبـد مـن عـصـر آدم
يـا حيـف (حايـل) فارقـن ريـح شيحـه
بذيك الشغايا كن ما قيل لـي سَــم
و(ابن طـلال (اللـي جـرح للقريـحـه
ونـاسٍ بنـا خـانـوا.. ونــاسٍ بـنـا نَــم
خـانوا ب(حـايـل) كاسبـيـن الفضـيـحـه
بأقوال وأفعالٍ بها الله يعلم
ما مثلهم غير اللوق في ضبيحه      
يا ليتهم كانوا من البكم والصم
وأولهم (الملدود) يا ويح ويحه    
وأهل العمايـم جعلهـم فـي جهنـم
جميعهم لو يـدعـون النصـيـحـة
(جهال بـدوٍ) مـــا تـعــرف التـيـمـم
والغادرين أهل الوجيه الكليحه
الله يشتت شملهم مثل ما لَـم
معذور من مثلي يميز صحيحه      
على السهر والحزن واللوم والذم
عرفت شح أهل النفوس الشحيحه      
وأنجاس ناسٍ ما تطهر بزمزم
و(العبد) صار (العم) والله فضيحـة      
يا كبرها يا ليلة الحزن والهم
يا هَـوْه وين أهل العقول الرجيحه؟
خل السهر لي وأنت يا ا(عَـم) قـم نِم
إمْن أولٍ نـأمـر تجـيـب الـذبـيحـه      
واليوم يا عمر الندم صرت لي (عَـم)

تعليق فيصل العدهلي (فيس بوك)

مرحبا يا دكتور ..
القصيدة هذي اخذت جدل كبير جدا بين المهتمين بشان التاريخي .. ولعلي اذكر بعض النقاط التي تفند نسب هذه القصيدة لنورة الرشيد بشكل مختصر :
اولا .. طلال الرشيد نفى بان يكون اطلع او سمع هذه القصيدة من قبل انتشارها في الاونه الاخيرة .. بل يذكر بانه في مجلس الباتع في حائل عندما سئل عن هذه القصيدة قال هذا لسان منصور سعدي الرمالي).
ثانيا .. عبدالعزيز المتعب لم تكن له بنت اسمها نوره .. ولو لاحظنا في القصيدة تقول (ابوي حاكم وخوتي صفت الجم )و كلنا نعرف بان الجنازة قتلوا ابنائه وهم صغار ولم يسلم الا سعود ابو خشم .
ثالثا .. عائلة ال رشيد الذين ذهبوا مع عبدالعزيز إلى الرياض لم يتعرضوا لي مضايقات في وقت عبدالعزيز .. بل كانوا ضيوف بشكل استثنائي .. والمضايقات والقتل اتت في وقت حكم الملك سعود واخوانه من بعده .
رابعا .. عبيد ال رشيد لازالو يوجدون لوقتنا الحاظر .. ومن المستحيل بان يقال للعبد عم .

المنطق والواقع لهذه الابيات .. هي تجسيد ومحاكات للواقع بعد سقوط حائل .. وهي قصيدة مقولة على لسان نوره الرشيد الرمز لعائلة ال رشيد .
والله اعلم

رد الدكتور شائم الهمزاني

حيا الله هذه المصافحة المشرقة والقيمة من لدن أخي العزيز فيصل العدهلي
أعرف تماما حرصك على تحري المصداقية وسعت صدرك في التفاهم والحوار الهادف ، ولكني ما لدي حيالها ينقض تماما ما تفضلت به فأبلغت ..
عزيزي فيصل ، تقول : القصيدة هذي اخذت جدل كبير جدا بين المهتمين بشان التاريخي .. وأنا أوافقك تماما ولهذا فقد اهتميت بها اطلاعا ونشرا ..
تقول : ولعلي اذكر بعض النقاط التي تفند نسب هذه القصيدة لنورة الرشيد بشكل مختصر :
وأقول : أقدر واحترم جدا ما ستذهب إليه ، ولعلي سأفنده تماما وبشكل مختصر :
تقول : اولا .. طلال الرشيد نفى بان يكون اطلع او سمع هذه القصيدة من قبل انتشارها في الاونه الاخيرة ..
وأقول : ربما نفى طلال الرشيد الله يرحمه بأنه قد اطلع أو سمع هذه القصيدة من قبل انتشارها في الآونة الأخيرة ، ولكن لا يعني ذلك نفيا للقصيدة ولا نفيا لشخصية قائلها ، فكلنا لم نسمع بهذه القصيدة إلا بعد أن صارت إمكانية تداول مثل هذه القصائد ممكنة ، بعد أن كان مثل هذا الحديث أو الشعر الحساس أمرا محظورا بل وقاتلا ، لهذا ربما يكون طلال قد اطلع عليها ويعرفها تماما ، ولكن ليس له إلا أن ينكرها ، ومن حقه ذلك..
تقول : بل يذكر طلال بانه في مجلس الباتع في حائل عندما سئل عن هذه القصيدة قال هذا لسان منصور سعدي الرمالي).
وأقول : نعم لربما سألوه كشاعر متمكن ، بأنه إذا لم تكن هذه القصيدة للشاعرة المذكورة ! فمن يا ترى قائلها على لسانها؟! فجاء قوله هذا على أن (منصور الرمالي) رحمه الله في رأيه هو من يمكنه انتحال شخصيتها بهذه الدقة في التحديد والتوصيف الملم تماما بذلك الواقع التراجيدي والاستثنائي ، الذي حل بالكثير من اسر آل رشيد ؛ نظرا للتقاتل الحاصل فيما بينهم أولا ، حيث لا نجد من أمرائهم (12 أميرا) الذي انتهى عهده بالموت الطبيعي عدا عبد الله الأول ومحمد العبد الله ، ثم ما حصل بعد سقوط إمارتهم ، حيث حلت الكارثة بهم جميعا ، فكان غالبتهم من النساء خاصة آل متعب وآل طلال ، فما كان باقي منهم عند سقوط الإمارة إلا عيال سعود (أبو خشم) وهم أربعة أطفال ، ومحمد الطلال وعياله ثلاثة والباقي نساء وعبيد ألا تذكر عبيدهم في حائل ولكن أين هم؟!!    
تقول : ثانيا .. عبدالعزيز المتعب لم تكن له بنت اسمها نوره ..
وأقول : دعك من الجنازة أخو نورة بحق وحقيق ، إذ لا يوجد أحد من الرشيد لم يسمي بنورة إلا اللهم من لم يرزق بنتا ، ألا نرى صروحا تشيد بارزة للتعتيم على (نورة) واستبدال المفهوم أو استلابه مثل صرخه وغيرها ، وهنا يقال بأنها نورة بنت الجنازة ، وأمها هي الشاعرة بنية بنت الشاعر المعروف حمود العبيد ، وليست من أم سعود (أبو خشم) . يعني أشقائها الثلاثة من (العيال) والرابع طلال النايف الطلال .  
تقول : ولو لاحظنا في القصيدة تقول (ابوي حاكم وخوتي صفت الجم )و كلنا نعرف بان الجنازة قتلوا ابنائه وهم صغار ولم يسلم الا سعود ابو خشم .
وأقول : نعم هي نورة تقول : قتل أبوي وهو حاكم وقتلوا أخوتي الثلاثة من بعده ولم تقل حكاما بل أنهم (العيال) ولا أعتقد بأنك لا تدرك مضامين هذا المفهوم ، فكانوا هم فعلا صفوة جم الرشيد ، إذ لا يوجد غيرهم في وقتهم من أهل الشرعية (آل عبد الله) ولهذا ، فقد طمع عيال حمود العبيد بالحكم ، وقتلوا أبناء أختهم واستلموا مشروعية السلطة ، ولكن بلا شرعية ولذلك فقد اسقطوا ونصب سعود ابو خشم وهو طفلا .
تقول : ثالثا .. عائلة ال رشيد الذين ذهبوا مع عبدالعزيز إلى الرياض لم يتعرضوا لي مضايقات في وقت عبدالعزيز .. بل كانوا ضيوف بشكل استثنائي .. والمضايقات والقتل اتت في وقت حكم الملك سعود واخوانه من بعده .
وأقول : هي لم تذكر في قصيدتها بأنهم كانوا يعانون مثل ما ذكرت ، وإنما تذكر معاناتها الإنسانية ووجدها على أبوها وأخوتها وسلطانهم المفقود وقصورهم الفسيحة كأمراء ومكانتهم السابقة وديارهم والكثير أقاربهم الذين تركوهم ومن الصعب ان يرونهم في حينها ، وبأنهن فقط نسوان ورجالهم هذا العبد الوفي الذي صار مع الزمن والظروف (عما) بل وأكثر ، كما استحضرت من كانوا السبب وراء ذلك وراحت تلومهم وتقذفهم ببعض الأوصاف المعبرة بدقة عن دلالاتها ومشاعرها العاطفية التي جسدتها كعبرة بهده القصيدة المبكية .  
تقول : رابعا .. عبيد ال رشيد لازالو يوجدون لوقتنا الحاظر ..
وأقول : نعم ، (عبيد) آل رشيد لا زالوا يوجدون حتى وقتنا الحاضر وماذا في ذلك؟!
تقول : ومن المستحيل بان يقال للعبد عم .  
وأقول : بأن (العبد) إنسان ، وكلمة (عبد) نحن نعرف مدلولها واستخدامها ، كتقديرا لكل من يكبرك في العمر وله مكانة محترمة لديك ، وأيا كان ، دَعْك من رجل متفاني لخدمتهن ومتحمل لحالة اللجوء الإجباري بكل غرابيلها ، دَعْك عن بعض البريق المظهري ، المهم حالة المعانات الإنسانية العاطفية التي جعلت منه (عما) لهن بل أكثر .
تقول : لا المنطق والواقع لهذه الابيات .. هي تجسيد ومحاكات للواقع بعد سقوط حائل ..
وأقول : نعم ، لا المنطق والواقع لهذه الابيات .. هي تجسيد ومحاكات لواقعها بعد سقوط حائل ..
تقول : وهي قصيدة مقولة على لسان نوره الرشيد الرمز لعائلة ال رشيد .
وأقول : نعم ، ربما تكون هذه القصيدة مقولة على لسان نوره الرشيد (العزوة) المشهورة لعائلة ال رشيد ، وبنفس الوقت فإنها ربما تكون لها ، ولكنها كانت تحت التحفظ الشديد ، حتى بدأ الانفتاح والتساهل في تداولها فظهرت كحال الكثير غيرها .
وهكذا ، وعودا على بدء ، فإنه من الممكن أن يكون قد أملاها (طلال) وهو مقتنعا وواثقا بمصداقيتها نصا ونسبة ، كما قد يكون أملاها فقط كما وصلته ، دونما القطع منه بمصداقيتها . . والله أعلم .
راجيا أن لا أكون قد استظرفت فاستثقلت ، دمت بود ..